سوق خان الخليل هو سوق شهير في القاهرة في مصر، يقع بالتحديد في حي الحسين موازياً لشارع عز الدين الفاطمي بجانب مسجد الإمام حسن، يعتبر هذا السوق من اشهر واكثر الأسواق شعبيّة في العالم، حيث يحتل مكانة كبيرة خاصةً عند المصريين لأنه كان من اهم مصادر الإبداع والإلهام للكثير من الأدباء والكتّاب المصريون ومن اشهرهم الكاتب نجيب محفوظ الذي قام بكتابة رواية خان الخليلي التي حازت على نسبة نجاح كبيرة، وفي ما بعد تم تحويلها لفيلم سينيمائي، وهاجر إلى هذا الحيّ عدد كبير من تجّار مدينة الخليل الفلسطينيّة وسكنوه والآن تسكن فيه جالية من أهل الخليل وتعمل بالتجارة، وإليهم ينسب خان الخليلي، وقد سُمي هذا الحي بهذا الإسم نسبة لمؤسسه وهو احد الأمراء المماليك وكان يُدعى جركس الخليلي، وهو من مدينة الخليل.
من اهم ما يجعل خان الخليلي واحد من اهم الأسواق التي يتوافد إليها السيّاح من جميع الاماكن والسكان المحليين على حدٍ سواء هو أنه في مجمله عبارة عن سوق رائجة للتحف والمجوهرات داخل دروب المتشعبة، حيث يجمع هذا السوق عراقة القديم وحضارة الحديث، إذ يوجد به أقدم الصناعات والمنحوتات اليدويّة التي انتجها الشعب المصري، مع احدث ما انتجه العصر الحديث، فجميع منتجات السوق مستوحاة من مختلف الطرز الفنيّة للحضارات التي مرّت على مصر ابتداءاً من الحضارة الفرعونيّة والرومانيّة مروراً بالحضارة القبطيّة وإنتهاءاً بالحصارة الإسلاميّة، فهو عبارة عن مجموعة متناسقة من الحواري والممرات والدروب والأزقة التي تشبه لوحة فنيّة تجمع بين الدقة الهندسيّة الحديثة وغرابة العالم الأسطوري القديم، وخلال تجوالك في سوق خان الخليلي ستلاحظ انتشار المطاعم الشعبيّة المصريّة والمقاهي التي تتميّز بمقاعدها الخشبيّة التراثيّة، ومن اشهر تلك المقاهي المقهى الفيشاوي المشهور في مصر الذي ارتاده العديد من الشخصيّات المعروفة من حول العالم.
سوق خان الخليلي هو عبارة عن مربع متلاصق المحلّات تسمى بالحوانيت، وهو سوق كبير تُباع فيه مختلف أنواع البضائع من القطع الأثريّة والمصنوعات اليدويّة وخشب الأرابيسك، وهو الخشب المشهور التي تتميّز به مصر، كما انه يحتوي على الذهب والفضة والملابس المصريّة الفرعونيذة التي تجذب الكثير من السيّاح، بالإضافة إلى المصنوعات النحاسيّة والجلود، وأنواع أخرى من البضائع لا تتواجد إلّا في خان الخليلي، وجميع هذا البضائع تعرض ليلاً ونهاراً، كما انه يتميّز بصناعة الفوانيس والمسابح وأوراق البُردى المُزخرفة بكلمات هيروغلوفيّة وقطع سجّاد غالية الثمن، فضلاً عن تجارة الأراجيل والزجاج والشيشية، وأكثر ما يميّز خان الخليلي هو المشغولات اليدويّة الي تجذب انتباه السيّاح، نظراً لإتقان عملها خاصة في صناعة الزجاج والجلود، حتى لو لم يكن مقصدك التسوق في خان الخليلي يمكنك الجلوس في المقاهي التي تنتشر على طول طريق هذا السوق ثم إكمال طريقك في حوانيت هذا السوق العريق.